الجمعة، 24 يوليو 2009

اقنع وارضى .. كي لا تكون من المرضى

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من منا لا يتذمر إذا حدث شيء لا يعجبه؟! ، من منا لا يحزن ويوقف حياته على شيء مضى وانتهى؟! ، هل تتذكرون معي أركان الإيمان؟ ، ما هو الركن السادس والأخير؟! ، إنه الإيمان بالقدر خيره وشره !! ، كم شخص منا إذا أصابه مكروه قال لا حول ولا قوة إلا بالله أو يقول قدر الله وما شاء فعل أو يستغفر ربه قبل أن يتذمر ويحزن ويغضب؟! .
في هذا الموضوع الكبير والواسع وهو الرضا بالقضاء والقدر سأذكر فقط مثال وطريقة بإذن الله تكون سهلة وميسرة للشعور بالرضا على ما حلّ من قضاء الله وقدره.
هذا المثال ذكره أحد الدعاة إلى الله في إحدى الدروس ، تخيلوا معي .. أن أحدا منا ذهب مع ابنه إلى السوق المركزي (الجمعية) وكان ابنه مريضا ، وترك ابنه يأخذ ما يشاء من جميع ما يشتهي من الحلويات ، ولكن حينما وصل معه إلى جهة المثلجات ، وهمّ الابن بأن يأخذ من المثلجات منعه الأب أو الأم من أخذ أي من المثلجات رغم إصرار الابن ورغم بكاءه ورغبته الشديدة بأن يأخذ المثلج إلا أن موقف الأب والأم كان حازما وغير قابل للتغيير ، ترى لماذا كان هذا المنع؟! ، هل كرها للابن؟ مستحيل ..!! ، إذا هل انتقاما منه؟! من الصعب الأخذ بذلك لأنه تركه يأخذ من الحلويات ما يشاء ، إذا الجواب الوحيد أن الأب أو الأم يحبون ابنهم ويريدون له الخير ويخافون على صحته من التدهور ، وأيضا لأن هذا طفل وجاهل لمصلحته والأب والأم أعلم منه ولديهم خبرة أكثر.
ماذا نستفيد من هذا المثال؟ ، هل لكم أن تتصوروا حالنا هذا مع الله سبحانه وتعالى؟ ، أليس الله بأعلم منا في كل شيء ونحن جهلة بالنسبة لعلم الله ، والله تعالى أرحم بنا من أنفسنا.
لنعود إلى التصور والتخيل ، تخيلوا معي هذا الموقف .. أن شخصا كان يريد وظيفة محددة ومعينة لا يريد غيرها ، بذل كل الأسباب في سبيل تحقيق ذلك المراد ، دخل الكلية المطلوبة لهذا التخصص ، وتخرج بنسبة عالية جدا تعطيه الأولوية لهذه الوظيفة وأيضا أتى معه بمن يتوسط له ، ومن ثم بعد كل هذا لم يستطع أن يحصل على هذه الوظيفة ، ما الحل يا ترى في حل مشكلته النفسية التي ستترتب على عدم حصوله على هذه الوظيفة؟! ، إنه بلا شك الرضا بالقضاء والقدر والإيمان بأسماء الله الحسنى ، فليتوقف ويفكر في أسماء الله وصفاته ، هناك اسم العليم مما يعني أن الله أعلم منه بالفائدة من هذه الوظيفة ، وهو أيضا الحكيم فله حكمة في كل ما يحدث ، وهو أيضا رحيم ولطيف بعباده ، فقد يكون هذا المنع رحمة للإنسان ، لأنه ربما لو حصل على هذه الوظيفة سوف يتكبر والله تعالى لا يريده أن يتكبر فيمنعه منها ، أو أنه إذا حصل على هذه الوظيفة سيوف يرتشي والله يلعن المرتشي ، أو أن يصرف أمواله بالحرام فالله تعالى أراد أن يجنبه كل تلك المعاصي ، أو أن يكون هذا المنع من الله بسبب معصية أو ذنب يداوم على فعلها والله تعالى أراد تذكيره بذنبه ليتوب منه فيعطيه الله.
الفائدة من هذا الموضوع : أنه إذا أردت أن تشعر بالرضا وراحة البال دائما عليك التفكر بثلاث أسماء من أسماء الله الحسنى ، العليم مما يعني أنه أعلم منك بفائدة الشيء ، الحكيم مما يعني أن له حكمة من جميع الأشياء ، الرحيم مما يعني أنه أرحم بك من نفسك.
في الختام أسأل الله أن يجعلنا من الراضين بالقضاء والقدر وأن لا يجعلنا من المتسخطين والمتذمرين ، وأن يجعلنا ممن يكثرون من قول قدر الله وما شاء فعل ولا حول ولا قوة إلا بالله والخيرة فيما اختاره الله.. اللهم آمين.
أستودعكم الله
أخوكم: K.a.R

هناك 12 تعليقًا:

سعد المحطب يقول...

تصدق يا خالد إنت فاهمني ..

على السالفة اللي خبري خبرك ..
بالأيام الأخيرة وايد أفكر فيها ..

بس على قولتك .. نتذكر

عليم .. حكيم .. رحيم
:)

الأمل يقول...

السلام عليكم ..

موضوع مميز جدا ..

ذكرتني بموقف كل ما اذكره اقول سبحان الله كل شي وراه حكمة

واهوه صار حق وحده اعرفها
كان حلمها دخول الهندسة و لما تخرجت من الثانوية معدلها كان ناقصه عشر فما قبلوها ،البنت وايد انهارت بالبداية بس بعدين استسلمت للأمر الواقع ودخلت ادارية و اتزوجت ومع الأيام قالت القصة حق ريلها فقالها تدرين لو كنتي هندسة ما كنت راح أخطبج!

فسبحان الله الأمور مقدرة بطريقة ربانية نجهلها ..

شكرا لك وآسفة على الإطالة ..

غير معرف يقول...

جزاك الله خير الجزاء يا بوليد

(ولو ان الرزق يأتي بقوة ما أكل العصفور شيئا من النسر)

وحبيب و الله حبيب تكبر و اتصير طبيب يا بوليد

اظن عرفتني

إيلاف يقول...

أؤمن تماماً أن الله تعالى رحيمٌ بعباده
ولذلك , أؤمن بأنه لن يمنع عني شيء إلا لأنه يخبئ لي ما هو أحسن وأفضل منه : )

لذلك , اطمئنت نفسي ..


نحتاج دوماً لتذكّر مثل هذه المفاهيم :) جُزيتَ خيراً كثيرا

K.a.R يقول...

اجتماعي
........

عسى الله يعينك وتتعداها
بس مثل ما قلتلك الشي واقف عليك انت

شكرا على مرورك

الاجتماعية
..........
وعليكم السلام
شكرا على اضافة هذا المثال اللي يضيف حق الموضوع
واساسا الامثلة لا تعد ولا تحصى اقلها اقلها .. مثلا تأخرتي بالطريج .. انتي تتحسفين انج تاخرتي مثلا .. ليش ما تفكرين ان لو كنتي دايسه اكثر كان لا سمح الله جدامج حادث او او او مليون شغلة ممكن كانت تضرج .. فحتى المنع في بعض الاحيان يكون عطاء

العفو .. ومسموحة ماله داعي الاعتذار والمثال اللي ذكرتيه يضيف للموضوع
شكرا على مرورج


....

هلا والله بو بدير وهل يخفى القمر
أجمعين يارب
عسى ما تكون نسر وياكل منك العصفور
شكرا على مرورك

غمنده هانم يقول...

شكرا ياخوي على الكلمات الثمينه وتسلم على البوستات الرائعه

غمنده هانم يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
جُمانه يقول...

جزاك الله خيراً اخي الفاضل
موضوع قيم وهادف .. اوصل رسالة هامة
وهي تحقيق الايمان بالقضاء والقدر

بارك الله لك في هذه المدونة الدعوية
ونفع الجميع بمحتواها وجعله
في ميزان حسناتك

بوابـــة الجنهـ..«• يقول...

_ لو أطلعنا الله على ماوراء الأقدار لخترنا ماختاره الله لنا

هذا ان كنا نعقل

- كثير من مشاكل قلوبنا حسد أو بغض ومشاكل سلوكياتنا كالغيبه مثلا أساسها جهلنا بأسماء الله وصفاته فلو كنا نعلم أن الله حكيم لما لفرحنا بما يمنعه منا ومايعطيه لنا

لو كنا ندرك حقاأن الأرزاق فقط بيد الله وليس بيد أحد غيره لما تعلقت قلوبنا بالأسباب التافهه

كزوال نعمه معينه



وجزاك ربي خيرا على هذه المواضيع اسئل الباري ان يجعل عقيدتك وعقيدتنا راسخه


تقبل تطفلي على مدونتكم وشكرا

المحامي يقول...

بارك الله فيك على هالمقال القيم بفائدته العظيم في معانيه ..
وهكذا يجب أن تكون عقيدة المؤمن الحقيقي وإلا فلا
قال الشافعي:
دع الأيام تفعل ما تشـــاء *** وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجـــزع لحادثة الليالي *** فمـــا لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلداً *** وشيمتك السماحة والوفــاء

تحياتي

رذاذ المطر يقول...

حين يؤمن الانسان بقضاء الله وقدره
يحصل على رضا قلبي لا يوازيه رضا
حتى ولو خسر شيئا يحبه لكنه حتما
يؤمن بأن الله عز وجل سيبدله خيرا
منه وحين يترك شيئا لله يعوضه الله

بارك الله فيك ويسر لك
موضوع رائع

الرحيـــل يقول...

جزيت الجنة أخــي ..

أقدار الله لنا كلها خير لكننا نجهل ذلك وننسى أن الله تعالى أرحم بنا من رحمة الام بطفلها الرضيع ..

أسأل الله تعالى أن يجعل هذه المدونة الرائعة في ميزان حسناتك ..

أكمل ولا تقف إلى هنــا